الصين قوة اقتصادية صاعدة
تقديم اشكالي
تعتبر الصين نموذجا
من بين الدول النامية والقوى الاقتصادية الصاعدة التي أصبحت تنافس القوى العظمى،إلا
أن اقتصادها تواجهه العديد من التحديات. فما مظاهر النمو الاقتصادي للصين؟ وما
هي العوامل المفسرة لهذا النمو الاقتصادي؟ وما المشاكل والتحديات التي يواجهها
الاقتصاد الصيني؟
1-
مظاهر
النمو الاقتصادي للصين
أ-
في المجال الفلاحي
تتجلى مظاهر النمو
الفلاحي في الصين فيما يلي:
-
تنظيم المجال
الفلاحي حيث انتشار مجالات لتربية الماشية ومجالات لزراعة الأرز ومجالات لزراعة
الحبوب.
-
اتساع نسبة
الأراضي المزروعة.
-
تنوع المنتوجات
الزراعية (القمح، الأرز، الذرة، القطن...) واحتلال الصين مراتب متقدمة في إنتاج
بعض المنتجات على الصعيد العالمي (الرتبة 1 في انتاج القمح والأرز والقطن سنة 2013م..).
-
احتلال الصين
مراتب متقدمة في الإنتاج الحيواني على المستوى العالمي (الرتبة الأولى في انتاج الأغنام
والخنازير والرتبة 4 في انتاج الأبقال سنة 2013م).
ب- في المجال الصناعي
-
مساهمة الصناعة في
الناتج الإجمالي الداخلي الخام بنسبة %52.1 سنة 2004.
-
تعدد المناطق
الصناعية، وظهور مناطق حديثة للتصنيع في اتجاه المناطق الغربية.
-
بروز واجهة صناعية
منفتحة على الخارج في الشرق والجنوب الشرقي.
-
تنوع الصناعات
(صناعة النسيج، الصلب والفولاذ، الميكانيك...).
-
احتلال المنتجات
الصناعية الصينية لمراتب متقدمة على المستوى العالمي (الرتبة 1 في انتاج الصلب
والإسمنت والأسمدة وأجهزة التلفاز سنة 2013م).
ت- في المجال التجاري
-
احتلال الصين
الرتبة الثانية على مستوى التجارة العالمية بعد الاتحاد الأوربي بنسبة 13% سنة
2013م.
-
تنوع بنية التجارة
الخارجية للصين والتي تتكون من مواد مصنعة استهلاكية وآلات ومعدات ميكانيكية
وإلكترونية، ومصادر الطاقة، ومواد كيماوية...
-
تعدد الشركاء
التجاريين للصين (البلدان الأسيوية والأوربية وامريكا الشمالية واللاتينية وافريقيا...).
-
ارتفاع المبادلات
الخارجية للصين من السلع والخدمات فمثلا انتقلت قيمة الصادرات من 279.5 مليار
دولار سنة 2000 إلى 2048.7 مليار دولار سنة 2012م، في حين انتقلت قيمة الواردات من
250.7 مليار دولار سنة 2000 إلى 1818.6 مليار دولار سنة 2012م.
-
تحقيق فائض في
الميزان التجاري.
2-
العوامل
المفسرة لقوة الاقتصاد الصيني
ترجع قوة الاقتصاد
الصيني إلى عوامل طبيعية وبشرية وتنظيمية
أ-
العوامل الطبيعية:
تتمثل في:
-
امتداد مهم للسهول
الصالحة للنشاط الفلاحي أهمها سهل منشوريا والذي يعد من أخصب السهول في الصين.
-
تنوع المناخ (مناخ
معتدل ومداري وجبلي...) يتيح إمكانيات للنشاط الفلاحي ويسمح بتنوع المحاصيل.
-
شبكة مائية دائمة
-
ثروات طاقية
ومعدنية مهمة (الفحم والغاز الطبيعي والحديد، والزنك...).
ب- العوامل البشرية:
-
عدد ساكنة كبير (أكثر
من مليار نسمة) يوفر سوقا استهلاكية واسعة ويد عاملة رخيصة.
-
ارتفاع نسبة
الساكنة النشيطة (71.5% من مجموع السكان).
-
تطور نفقات البحث
العلمي والتنمية إذ انتقلت من مليار دولار سنة 2002 إلى أكثر من 1.5 مليار دولار
سنة 2011م.
-
تحسين التأهيل
البشري عبر إنشاء مؤسسات تعليمية راقية تساهم في تكوين التقنيين والمهندسين حيث
كونت هذه المؤسسات مليون تقني سنة 2001 ليقفز الرقم إلى مليونين سنة 2003م.
ت- العوامل التنظيمية
-
استفادة الاقتصاد
الصيني من التجربة الاشتراكية التي امتدت من 1949 إلى 1976م (حكم ماوتسيتونغ) حيث
تم القضاء على النظام الاقطاعي وتأميم وسائل الإنتاج (الأراضي، المصانع،
الأراضي...) ونهج سياسة التخطيط الاقتصادي..
-
استفادة الاقتصاد
الصيني من الإصلاح الاقتصادي والانفتاح على العالم الرأسمالي منذ 1976م، وذلك بـ:
- تراجع الدولة على مستوى الإنتاج وفتح الباب للقطاع الخاص – تحرير المنتجات
الفلاحية وتشجيع الصناعات التصديرية –ظهور مؤسسات مختلطة ذات الرأسمال الصيني
والأجنبي – الانضمام إلى المؤسسات المالية الدولية للاستفادة من القروض وإلى منظمة
التجارة العالمية لجلب الاستثمارات.
3-
المشاكل
والتحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني
يواجه الاقتصاد
الصيني العديد من المشاكل والتحديات والتي تسهم في عرقلة نموه، وتتمثل هذه المشاكل
والتحديات في:
أ-
لمشاكل الطبيعية
والبيئية
على المستوى
الطبيعي: تعرض المناطق الجنوبية الشرقية للأعاصير والفيضانات نتيجة
الرياح الموسمية وتعرض المناطق الشمالية الغربية للجفاف بسب قلة التساقطات التي
تقل عن 40 ملم ونقص في بعض المواد الأولية مثل البترول وارتباط الاقتصاد الصيني
بالخارج.
على المستوى
البيئي: ارتفاع نسبة التلوث الهوائي في المناطق الشمالية الشرقية
والوسطى نتيجة الانبعاثات الغازية والنفايات الصلبة، وارتفاع نسبة التلوث المائي
في بعض المناطق الجنوبية الشرقية.
ولمواجهة هذه
التحديات اتخذت الدولة مجموعة من الإجراءات منها: انشاء حواجز نباتية لمواجهة
الرياح الرملية وانشاء السدود الضخمة للحد من الفيضانات ومحاربة التلوث بتحديد
المتوسط المسموح به.
ب- مشاكل التباين المجالي
تتجلى في تباين
المناطق الصينية من حيث تفاوت مستوى المعيشة بين الأرياف والمدن إذ تشكل نسبة
الفقراء 29% من سكان الأرياف في حين تبلغ 8% من سكان الحواضر مما يؤدي إلى تزايد
الهجرة القروية نحو المدن، والتباين الإقليمي حيث تستفيد المناطق الساحلية الشرقية
من استقطاب الرساميل الأجنبية والإنتاج وتركز السكان ومن التجارة الخارجية على
حساب باقي مناطق البلاد.
ث- مشاكل أخرى
تتمثل في ارتباط
الاقتصادي الصيني بالخارج وبالدرجة الأولى بوضعية المواد الأولية في السوق الدولية
إذ أن أي توقف في الطلب الخارجي يمكن أن يقلب سياسة البلاد رأسا على عقب، إضافة
إلى شيخوخة المجتمع الصيني وضعف مستوى التنمية البشرية في الصين.
خاتمة
حقق الاقتصاد
الصيني نموا هائلا حيث أصبح ثاني قوة اقتصادية بعد الولايات المتحدة الأمريكية وذلك
بفضل المؤهلات الطبيعية والبشرية والتنظيمية التي تزخر بها الصين، إلا ان هذا
النمو لا يظهر تأثيره على الوضع الاجتماعي للصينيين حيث لازال ينتشر الفقر والامية
في البلاد.
مفاهيم ومصطلحات
قوة اقتصادية صاعدة: نمو اقتصادي
بوتيرة سريعة بفعل استثمار الموارد الطبيعية والبشرية والتنظيمية ومن المؤشرات
الدالة عليه : ارتفاع الناتج الداخلي الاجمالي .وتعتبر الصين نموذجا للقوى
الاقتصادية الصاعدة والناشئة.
مؤشر النمو
الاقتصادي:هو
مؤشر إحصائي يدل على التراكم الذي حققه الناتج الداخلي الخام خلال سنة معينة
مقارنة بالسنة التي قبلها. ويعبر ذلك إما عن نمو الاقتصاد إذا كان المؤشر ايجابيا
أو ركوده إذا كان سالبا.
الكومونات الشعبية: نظام اعتمد في عهد
ماوتسيتونغ منذ 1952م لتنظيم الأرياف بإنشاء تعاونيات اشتراكية، وهي وحدة إنتاجية
وإدارية تتمتع بالاستقلال الذاتي عن طريق انتخاب مجلس مسير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق