الوحدة01:
العولمة: المفهوم، الآليات والفاعلون
تقديم إشكالي
العولمة ظاهرة شاملة متعددة
الأبعاد، وتشمل جميع مجالات الحياة المعاصرة وتقوم على عدة آليات ويتحكم فيها
مجموعة من الفاعلين.
فما
العولمة؟ وما هي الآليات المتحكمة في انتشارها داخل المجال العالمي؟ ومن هم أهم
الفاعلين الرئيسيين في مجال العولمة؟
1-
تعريف ظاهرة العولمة وأهم أشكالها
أ-
تعريف العولمة
كلمة
العولمة هي ترجمة للمصطلح الانجليزي globalization
وتعني بالمعنى اللغوي تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله.
واصطلاحا العولمة هي تداخل كثيف في العلاقات
الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية… بين مختلف دول العالم وبالتالي سهولة
حركة الأفراد والبضائع ورؤوس الأموال والمعلومات.
وتتخذ هذه الظاهرة عدة أشكال
ومظاهر:
v
العولمة الاقتصادية: من
مظاهرها سيادة النظام الرأسمالي المبني على الاقتصاد السوق وهيمنة الشركات
المتعددة الجنسيات والتكتلات الاقتصادية الكبرى والمؤسسات الدولية مثل البنك
الدولي وصندوق النقد الدولي.
v
العولمة السياسية: من
مظاهرها هيمنة القطب الواحد على السياسة العالمية بزعامة الولايات المتحدة
الأمريكية وتلاشي الأنظمة الشمولية والنزوع إلى تبني الديمقراطية واحترام حقوق
الإنسان.
v
العولمة الثقافية: تتجلى مظاهرها في ذوبان وتلاشي
الخصوصيات الحضارية المحلية وسيادة ثقافة العالم المتقدم في جميع مجالات الحياة.
v
العولمة التقنية والاتصالية: من أبرز
مظاهرها تطور وسائل الإعلام والاتصال وتأثيرها على تفاعل
الحضارات والثقافات، إضافة إلى تقليص المسافات وسقوط الحدود الجغرافية بفعل
تطور شبكة المواصلات.
ب- الجذور التاريخية لظاهرة العولمة
والعوامل المساهمة في بروزها
اختلف الباحثون في تحديد الجذور التاريخية
لظاهرة العولمة،فمنهم من أرجعها إلى النهضة الأوروبية الحديثة وفريق آخر يقول إن نشأة العولمة كان في النصف
الثاني من القرن 19 الميلادي والنصف الأول من القرن 20م.
وشهدت العولمة في السنوات الأخيرة تناميا سريعا
وهي اليوم في أوج الحركة، فلا يكاد يمر يوم دون ان نسمع او نقرأ عن اندماج الشركات الكبرى.
وكان وراء ظهور
مفهوم العولمة مجموعة من العوامل أهمها بروز الشركات متعددة الجنسيات خلال
السبعينيات من القرن 20، وانهيار الاتحاد السوفياتي والمنظمة الاشتراكية خلال
العقد الأخير من القرن 20 وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم، إضافة
إلى إنشاء منظمة التجارة العالمية سنة 1995 شجع على تحرير المبادلات التجارية
والنشاط الاقتصادي عبر أرجاء العالم وأخيرا الثورة المعلوماتية وتطور وسائل
الاتصال خلال النصف الثاني من القرن 20
2- الآليات المتحكمة في العولمة
أ-
الآليات الاقتصادية المتحكمة في بروز
العولمة
تتمثل الآليات الاقتصادية المساهمة وانتشار
العولمة في:
v
الآليات الإنتاجية:
تتمثل في تشجيع التنافسية بين المؤسسات الاقتصادية اعتمادا على معايير الجودة
واحترام المواصفات العالمية وخوصصة القطاعات الإنتاجية وتفعيل المبادرة الحرة
والتحول إلى اقتصاد السوق.
v
الآليات التجارية: تتمثل في إجراء
سلسلة من المفاوضات الدولية لتحرير التجارة وتخفيض الرسوم الجمركية وفتح الحدود
أمام تدفق السلع والخدمات الأجنبية.
ب- الآليات التقنية
لظاهرة العولمة
v
في مجال المواصلات:
تتمثل في حدوث تقدم تقني في كافة وسائل المواصلات البرية والبحرية والجوية واختصار
المسافات واتساع رقعة المبادلات وتسهيل التواصل بين سكان المعمور.
v
في مجال الاتصال: تمثلت في
حدوث ثورة تكنولوجية هائلة في وسائل الاتصال مثل البريد المصور الفاكس الأقمار
الاصطناعية والانترنت وسرعة الاتصال وتقريب المسافات وجعل العالم يبدو كقرية
صغيرة.
v
في مجال الإعلام تمظهرت في حدوث ثورة في وسائل الإعلام وتنوعها من صحافة مكتوبة وإلكترونية
ومرئية وسرعة نقل الأخبار والأفكار وظهور مجتمع الإعلام والتجارة الالكترونية.
3- أهم الفاعلين في مجال العولمة.
يتمثل أبرز الفاعلين في العولمة:
v
الفاعل الاقتصادي من أبرزهم نشيد
الشركات المتعددة الجنسيات والتي تتحد فيما بينها لفرض قوانين مالية
واقتصادية تخدم مصالحها في مجالات السوق
وتداول العملات وترويج السلع.
v
الفاعل المؤسساتي: من أهم
الفاعلين المؤسساتيين نذكر الدول والقوى الاقتصادية الكبرى التي تقوم برعاية مصالح
الدول الكبرى والأقطاب الاقتصادية والشركات العالمية والتي تعقد مجموعة من
اللقاءات مثل منتدى دافوس، والمؤسسات الدولية من بينها البنك الدولي الذي يقوم
بتمويل المشاريع ومنح القروض لبلدان العالم النامي ووضع برامج الإصلاح الاقتصادي
وفق مبادئ الليبرالية.
v
الفاعل الاجتماعي: يتمثل بالأساس في
المنظمات غير الحكومية المناهضة للعولمة مثل المنتدى الاجتماعي العالمي وحركة اتاك
ATTAC وتعتبر قوة ضاغطة لتحقيق العدالة الاجتماعية والاهتمام بمشاكل
العالم النامي.
خاتمه
إن العولمة تتيح فرص كبيرة لتنمية اقتصادية للبلدان المتقدمة لكنها في المقابل تفقد البلدان النامية التحكم في أوضاعها الاقتصادية وتكرس من تبعيتها للدول الرأسمالية مما يفسر ظهور حركات مناهضة لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق