الوحدة 07: المغرب: الاستغلال الاستعماري في عهد الحماية- الآليات - المظاهر – الآثار
تقديم إشكالي
بعد تمكن قوات الاحتلال من القضاء على المقاومة المسلحة
المغربية شرعت في استغلال خيرات البلاد مستعملة آليات متنوعة، واتخذ هذا الاستغلال
مزاهر مختلفة وكانت له آثار سلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمغاربة.
فما هي آليات ومظاهر الاستغلال الاستعماري؟ وما هي آثاره على
الاقتصاد والمجتمع المغربي؟
1- آليات ومظاهر الاستغلال الاستعماري بالمغرب في عهد الحماية.
أ-
الآليات
اعتمدت سلطات الاحتلال على لآليات متعددة لاستغلال خيرات البلاد
تمثلت في:
?
آليات مالية: تمثلت في فتح المؤسسات المالية بالمغرب مثل البنك المخزني
المغربي، وفروع لمؤسسات القروض مثل الشركة المرسيلية للقرض بهدف تسهيل إنجاز
الأشغال الكبرى وتنشيط ومساعدة الاحتلال والرفع من قيمة الضرائب وتشجيع
الاستثمارات التي قسمت على عمومية وخاصة.
?
آليات تجهيزية: شرع المحتل في تشييد الأشغال الكبرى من شبكة طرقية وموانئ
(أهمها ميناء الدار البيضاء) وسكك حديدية وسدود (سد بين الويدان) على مختلف
الأنهار المغربية بهدف توفير مياه السقي وإنتاج الكهرباء.
?
آليات إدارية: تجلت في إحداث سلطات الاحتلال لأجهزة إدارية مركزية وإقليمية
ومحلية تابعة للمقيم العام وللمندوب
السامي واستطاعت تحويل نظام الحماية إلى حكم مباشر.
?
آليات قانونية: تجلت في إصدار مجموعة من القوانين أهمها ظهير 1913 والمتعلق بالتحفيظ العقاري
وظهير 1914 لتحديد أراضي المخزن بهدف تسهيل عملية الاستيلاء على الأراضي.
?
آليات بشرية: تمثلت في تشجيع سلطان الاحتلال الأوربيين على الاستقرار
بالمغرب بمنحهم مجموعة من الامتيازات القانونية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة
إلى منحها امتيازات للمغاربة المتعاونين معها( الخونة) مثل حصول أبنائهم على تعليم
عصري فرنسي.
ب-المظاهر
تعددت مظاهر الاستغلال الاستعماري للمغرب وشملت المجالات
الآتية:
?
المجال الفلاحي: تجلت مظاهر الاستغلال الفلاحي في طرد قوات الاحتلال
الفلاحين المغاربة من أراضيهم الخصبة بدعوى عدم توفرهم على وثائق الملكية الخاصة
وتوزيعها على المعمرين الأوربيين في إطار الاستيطان الرسمي والخاص، وتجهيز الأراضي
لصالحهم بإقامة السدود وتشجيعهم على الاهتمام بالزراعات التسويقية.
?
المجال الصناعي والمنجمي: بتشجيع سلطات الحماية الاستثمار في بعض الصناعات
التحويلية والمرتبطة ببعض الثروات المعدنية مثل الفوسفاط وكذا الاهتمام بالصناعة
الاستهلاكية ثم تحفيز المعمرين على الاستثمار في قطاع الصناعة التقليدية، إضافة
إلى احتكار الشركات الأجنبية عملية التنقيب عن المعادن واستخراجها وسيطرتها على
الثروات المعدنية بالمغرب.
?
المجال التجاري: تجلت مظاهر الاستغلال في الميدان التجاري في هيمنة الأجانب
على النشاط التجاري الداخلي وغلبة المواد الفلاحية والمعدنية على صادرات المغرب
مقابل استيراد لمواد استهلاكية مصنعة مما أدى إلى عجز في الميزان التجاري المغربي
زيادة على اتخاذ السوق المغربية مجالا لتصريف السلع الأجنبية.
2- الآثار الاقتصادية والاجتماعية للاستغلال الاستعماري للمغرب
أ-
الآثار الاقتصادية.
أدى الاستغلال الاستعماري إلى إحداث تغيرات اقتصادية وانعكاسات
خطيرة تمثلت في هيمنة المعمرين على الأراضي الخصبة واستنزاف ثروات البلاد وتضرر
الصناعة المغربية نتيجة منافسة الصناعة الأوربية واهتمام سلطات الاحتلال بالصناعة
التحويلية والاستخراجية إضافة إلى ارتباط الاقتصاد المغربي بالاقتصاد الفرنسي
والاسباني حيث كان الأول(الاقتصاد المغربي) مصدرا للمواد الأولية والزراعية
والمعدنية والطاقية ومجالا لتصريف السلع والاستثمارات بالنسبة للثاني( الاقتصاد
الفرنسي والاسباني) مما جعل المغرب يعاني من عجز في الميزان التجاري.
تحميل تتمة الدرس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق