اليابان قوة تجارية كبرى
تقديم إشكالي
اليابان أرخبيل من الجزر يمتد
بالمحيط الهادي شرق القارة الأسيوية، وبالرغم من إكراهاته الطبيعية يمثل قطبا
اقتصاديا عالميا وقوة تجارية لا يستهان بها.
فما مظاهر قوة التجارة اليابانية؟
وما العوامل المفسرة لهذه القوة؟ وما التحديات التي تواجهها التجارة اليابانية؟
1- مظاهر
القوة التجارية لليابان والعوامل المفسرة لها
أ-
مظاهر القوة التجارية لليابان
تتجلى مظاهر قوة التجارة اليابانية
في مساهمتها في الناتج الداخلي الخام واستقطاب كبير لليد العاملة وتنوع البنية
التجارية الخارجية لليابان مع هيمنة المواد المصنعة وتعدد الشركاء التجاريين في
مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية والصين إضافة إلى احتضان اليابان لبورصة طوكيو
بوصفها أحد الأقطاب المالية الكبرى.
ب- العوامل
المفسرة لقوة التجارة اليابانية
تسهم مجموعة من العوامل في قوة
التجارة اليابانية أهمها:
الموقع الجغرافي الاستراتيجي في جنوب
شرق آسيا ومجاورة أكبر تجمع سكاني في العالم والانفتاح على العالم من خلال
الواجهات البحرية.
العامل التاريخي: المتمثل
في دور الدولة في الإقلاع الاقتصادي منذ القرن 19م خاصة في عهد الميجي ونمو طبقة
بورجوازية ثم الاستفادة من ظروف الحربين العالميتين الأولى والثانية.
العامل البشري والتنظيمي المتمثل
في التوفر على عنصر بشري مؤهل ومنضبط ونظام تربوي صارم قائم على تقدير الجودة وعلى
التنافس بالإضافة إلى التنظيم الرأسمالي المحكم القائم على تركز المقاولات.
العامل الاقتصادي:والذي
يتجلى في صناعة قوية ومتطورة ومؤسسات مالية كبرى رائدة عالميا واستثمارات مهمة في
الخارج وامتلاك شركات متعددة الجنسيات لها فروع في مختلف بقاع العالم.
2- مظاهر قوة
الصناعة اليابانية كأحد أهم أسس قوتها التجارية
أ-
مظاهر القوة الصناعية
تتمثل مظاهر قوة الصناعة اليابانية
في تنوع المنتجات الصناعية من سيارات وفولاذ وصلب وسفن... وضخامة الإنتاج الصناعي
بإنتاجها مثلا 4.66 مليون سيارة سنة 2012، إضافة إلى احتلالها مراتب متقدمة عالميا
مثل الرتبة الأولى في إنتاج الدراجات النارية والثانية في إنتاج الصلب والاسمنت
زيادة على هيمنتها على 15% من الإنتاج الصناعي العالمي.
ب- العوامل
المفسرة لقوة الصناعة اليابانية
تفسر قوة الصناعة اليابانية
بالعوامل التالية:
دور التنظيم الرأسمالي والمتمثل
في المقاولات الكبرى على رأسها الزايباتسو والترابط بين الصناعة والقطاعات الأخرى.
دور الدولة: من خلال
دعم المقاولات ماليا ومنح امتيازات ضريبية ثم توجيه المقاولات الصناعية.
دور البحث العلمي: يتجلى
في العلاقة المتينة بين الجامعات ومراكز البحث العلمي والصناعة.
دور العنصر البشري: الذي
يتميز بالانضباط والتفاني في العمل ثم التأهيل.
3- المشاكل
والتحديات التي تواجه التجارة اليابانية
تواجه التجارة اليابانية العديد من
التحديات أهمها الارتباط بالخارج حيث تعتمد اليابان على الخارج في التزود بالمواد
الأولية وكذا تصريف المنتجات الصناعية؛ ثم المنافسة الخارجية خاصة من قبل القوى
الاقتصادية الكبرى ( الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي) والقوى الصاعدة
في آسيا مثل كوريا الجنوبية والصين؛ زيادة على تأثر التجارة اليابانية بالأزمات
المالية التي تعرفها البورصات العالمية وتقلبات الأسعار والأزمات السياسية مثل
الحروب والنزاعات الدولية.
خاتمة
تحقق التجارة اليابانية قوة على
المستوى العالمي بفضل مؤهلاتها الجغرافية والتنظيمية والبشرية إلا أنها تواجه
العديد من التحديات أهمها المنافسة الخارجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق