الوحدة 09: القضية الفلسطينية: جذور القضية وأشكال التمركز
الصهيوني
تقديم إشكالي
تستمد القضية الفلسطينية جذورها من قيام الحركة الصهيونية
وتحالفها مع القوى الامبريالية العظمى وذلك من أجل تحقيق مشروعها القومي المتمثل
في إقامة دولة لليهود بفلسطين.
فما جذور القضية الفلسطينية وتطوراتها حتى سنة 1939؟ وما هي
أشكال التمركز الصهيوني بفلسطين وردود الفعل الفلسطيني على ذلك؟
1-
نشأة المنظمة الصهيونية وتحالفها مع بريطانيا لاستعمار فلسطين
أ-
نشأة المنظمة الصهيونية وأهدافها وأجهزتها
برزت الحركة الصهيونية إلى الوجود كحركة سياسية في نهاية القرن
19م وتجسدت بشكل عملي في مؤتمر بال(بازل) سنة 1897 برئاسة تيودور هرتزل.
وتهدف هذه الحركة إلى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه
القانون العام.
ولتحقيق هذه الهدف أنشأت المنظمة الصهيونية عدة أجهزة تمويلية
وإدارية وعسكرية لجمع شتات اليهود في العالم ونقلهم إلى فلسطين:
¯
الأجهزة التمويلية: كالمصرف الاستعماري
اليهودي والصندوق القومي اليهودي لشراء الأراضي والصندوق التأسيسي لجمع التبرعات
وتمويل الهجرة.
¯
الأجهزة الإدارية: مكتب فلسطين لاستعمار
الأراضي وتوطين اليهود ثم الوكالة اليهودية للإشراف على تنظيم الهجرة والاستيطان.
¯
الأجهزة العسكرية: في شكل ميليشيات
عسكرية (الهاغانا).
ب-
التحالف الصهيوني البريطاني لاستعمار فلسطين.
لقي المشروع الصهيوني تأييدا من قبل القوى الامبريالية في
مقدمتها بريطانيا التي قدمت وعدا لليهود بإنشاء وطن لهم بفلسطين سنة 1917 سمي بوعد
بلفور. ومع انعقاد مؤتمر سان ريمو 1920 فرضت بريطانيا انتدابها على فلسطين وتضمن
صك الانتداب بنودا تخدم مصالح اليهود في المنطقة مثل ضمان بريطانيا تكوين دولة
لليهود بفلسطين وتشجيع الهجرة اليهودية إليها.
2-
أشكال التمركز الصهيوني في فلسطين والمقاومة التي واجهته
أ- أشكال ووسائل التمركز الصهيوني في فلسطين.
تعددت أشكال التمركز الصهيوني في فلسطين أهمها تزايد عدد
المهاجرين اليهود إلى فلسطين حيث وصل عددهم إلى ثلاثة ملايين مهاجر سنة 1936، ثم
تزايد المستوطنات التي وصلت إلى 172 مستوطنة سنة 1936، إضافة إلى دعم سلطات
الانتداب الإنجليزي للصناعة اليهودية من خلال سن مجموعة من القوانين لحمايتها،
زيادة على تزايد الاستثمارات اليهودية في فلسطين وتسليح اليهود لأغراض أمنية.
ب- تطور المقاومة
الفلسطينية التي واجهت التمركز الصهيوني ما بين الحربين.
كانت المقاومة الفلسطينية في بدايتها سلمية تعارض الاستيطان
الصهيوني والانتداب البريطاني في فلسطين، إذ ظهرت جمعيات للدفاع عن فلسطين والقيام
بالاحتجاجات خاصة بعد صدور وعد بلفور سنة 1917 وامتدت إلى حدود 1935 ثم تحولت إلى
مقاومة مسلحة ؛عقب أزمة 1929 وارتفاع عدد المهاجرين اليهود؛ أبرزها ثورة عزالدين
القسام سنة 1935 ثم الثورة الكبرى ما بين 1935 و1939 حيث قام الفلسطينيون بإضرابات
عامة وقاطعوا المنتجات الصهيونية والانجليزية ودخلوا في مواجهة مسلحة مع الصهاينة
والانجليز.
ولتهدئة الأوضاع أصدرت بريطانيا قرارات عبارة عن وعود كاذبة تحت
اسم الكتب البيضاء (الأول والثاني والثالث) وسماها الفلسطينيون بالكتب السوداء.
ج- الخطوات التمهيدية لتوطيد الكيان الصهيوني بفلسطين.
شرعت إنجلترا في التمهيد لتوطيد الكيان الصهيوني بفلسطين، إذ
وضعت سنة 1937 خريطة لمشروع تقسيم فلسطين
إلى ثلاث كيانات سياسية وهي شمال البلاد لليهود والجنوب للعرب والقدس منطقة
الانتداب البريطاني، ومع 1939 أصدرت إنجلترا كتابها الأبيض الأول الذي اعترفت فيه
بإنشاء دولة مستقلة في غضون عشر سنوات يقتسم فيها العرب واليهود السلطة الحكومية بما
يصون المصالح الإنجليزية بالمنطقة.
تحميل تتمة الدرس >
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق