الوحدة 04: درس أزمة
العالم الرأسمالي الكبرى لسنة 1929
تقديم إشكالي
عرف العالم الرأسمالي منذ منتصف القرن التاسع عشر أزمات
اقتصادية دورية تنطلق من البورصة لتنتقل إلى الأبناك ثم المؤسسات الاقتصادية ومن
بلد رأسمالي إلى آخر، وبفعل الروابط الاقتصادية كانت أخطرها أزمة 1929التي انطلقت
من الولايات المتحدة الأمريكية ثم انتقلت إلى باقي البلدان باستثناء الاتحاد
السوفياتي.
فما أسباب اندلاع أزمة 1929م؟ وما هي مظاهرها؟ وكيف واجهت
الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأزمة؟
1- ظروف أسباب انطلاق الأزمة الاقتصادية لسنة 1929 من الولايات
المتحدة الأمريكية.
أ-
ظروف انطلاق أزمة 1929 من الولايات المتحدة الأمريكية.
عرف الاقتصاد الأمريكي ابتداء من سنة 1929تطورا على مستوى
الإنتاج الصناعي واستخدام مصادر الطاقة الجديدة ووسائل الاتصال والمواصلات، إلا أن
هذه الفترة تضمنت مؤشرات الأزمة من أهم مظاهرها: أزمة فلاحية من تجلياتها فائض في
الإنتاج وانخفاض الأسعار وتراجع مداخيل الفلاحين، وتطور الأجور لم يكن بنفس وتيرة
الأرباح الصناعية مما سيؤثر على الاستهلاك وارتفاع الأسهم بشكل فاق قيمتها
الحقيقية.
ب-أسباب انطلاق أزمة 1929م
انطلقت الأزمة الاقتصادية من بورصة وول ستريت بسبب انهيار قيمة
الأسهم يوم الخميس الأسود 24 أكتوبر 1929 مما أدى إلى خسارة المساهمين وعجزهم عن
سداد قروض الأبناك الشيء الذي نتج عنه إفلاس الأبناك ومؤسسات القروض، فتراجعت قروض
الاستثمار الصناعي والتجاري وتوقفت قروض الاستهلاك. أدى ذلك إلى تراجع الإنتاج
الصناعي ولفلاحي ومن ثمة أزمة اقتصادية.
2- مظاهر الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية.
أ-
القطاعات الاقتصادية التي عرفت أزمة في الولايات المتحدة الأمريكية.
عانت كل القطاعات الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية من
أزمة ابتداء من 1929، ومن أبرز مظاهرها إفلاس القطاع البنكي، إذ بلغ عدد الأبناك
المفلسة 2300 بنك في 193، ثم إفلاس المؤسسات الصناعية والتجارية التي بلغت حوالي
3200 مؤسسة في 1932م، زيادة على تراجع مؤشر الإنتاج الصناعي وتراجع أسعار المنتجات
الفلاحية واستحواذ الأبناك على أراضي الفلاحين.
ب-انعكاسات الأزمة الاقتصادية على الوضعية الاجتماعية
أثرت الأزمة الاقتصادية التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية
على الوضعية الاجتماعية حيث تضخمت البطالة وانهار المستوى المعيشي للأمريكيين
زيادة على تزايد الهجرة نحو المدن.
3- انتشار الأزمة في العالم الرأسمالي ومظاهر ذلك.
أ-
أسباب انتشار الأزمة في العالم الرأسمالي
تتمثل الأسباب المساهمة في انتقال الأزمة الاقتصادية من
الولايات المتحدة الأمريكية إلى باقي دول العالم الرأسمالي في:
سحب الرساميل الأمريكية واسترداد القروض وتخفيض مساعداتها للدول
الأوربية، إضافة إلى تدهور المبادلات الدولية من خلال نهج السياسية الحمائية.
أما المستعمرات فانتقلت إليها الأزمة نظرا لتبعيتها الاقتصادية
للدول المستعمرة والتي قامت بتكثيف استغلالها...
ب-مظاهر الأزمة في العالم الرأسمالي.
تتجلى مظاهر الأزمة الاقتصادية في العالم الرأسمالي في انخفاض
الإنتاج الصناعي العالمي وتراجع المبادلات التجارية وانخفاض الأسعار مما أدى إلى إتلاف
المنتجات زيادة على ارتفاع البطالة في مختلف البلدان الرأسمالية.
4- أساليب مواجهة الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية (الخطة
الجديدة).
أ-
أسس أهداف الخطة الجديدة
الخطة الجديدة هي خطة وضعها الرئيس الأمريكي روزفلت وتهدف إلى
إصلاح الاختلالات المترتبة عن أزمة 1929م وتقوم على أساس تدخل الدولة لتوجيه
الاقتصاد.
ب-مراحل تطبيق الخطة الجديدة والإجراءات التي تضمنتها.
مر تطبيق الخطة الجديدة بمرحلتين أساسيتين:
المرحلة الأولى: من 1933 إلى 1934: وتتمثل إجراءات الخطة
الجديدة في هذه المرحلة في :
على المستوى المالي: من أهم الإجراءات إغلاق الأبناك مؤقتا وحظر
تصدير الذهب والأموال وتخفيض قيمة الدولار.
على المستوى الفلاحي: من إجراءاتها تخفيض الإنتاج بتقليص
المساحات المزروعة بهدف رفع الأسعار وتقديم مساعدات للفلاحين المثقلين بالديون.
على المستوى الصناعي والتجاري: تمثلت الإجراءات في تحديد
الإنتاج لرفع الأسعار وتحديد ساعات العمل والحد الأدنى للأجور وتخفيض الرسوم
الجمركية.
المرحلة الثانية (1935-1937)
حيث تم التركيز في هذه المرحلة على تحسين الأوضاع الاجتماعية وتتجلى التدابير في
هذه المرحلة في التأمين على البطالة والعجز والشيخوخة وتنفيذ برامج الأشغال
العمومية واعتراف الحكومة بالحق النقابي للعمال.
غير أن الخطة الجديدة واجهت عدة صعوبات تمثلت في معارضة
أرباب المعامل تدخل الدولة في الاقتصاد ورفض المؤسسات الكبرى الاعتراف بالحريات
النقابية ومعارضة المزارعين والصناعيين.
ج- نتائج
الخطة الجديدة
لقد أحرزت الخطة الجديدة نتائج إيجابية أهمها ارتفاع
أسعار المنتجات الصناعية والفلاحية وتحسين المبادلات التجارية الأمريكية ثم انخفاض
نسبة البطالة.
خاتمة
مثلت الأزمة الاقتصادية الكبرى لسنة 1929 منعطفا كبيرا
في تاريخ الأنظمة الرأسمالية والتي أجبرتها على التدخل في الاقتصاد وتوجيهه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق