الصين قوة اقتصادية صاعدة
تقديم
إشكالي
تعد
الصين قوة اقتصادية صاعدة في العالم بالنظر إلى النمو الكبير الذي حققته على
المستوى الفلاحي والصناعي والتجاري بفضل تضافر مجموعة من العوامل.
فما
مظاهر نمو الاقتصاد الصيني؟ وما العوامل المفسرة لهذا النمو؟ وما أبرز المشاكل
التي تواجه الاقتصاد الصيني؟
1- مظاهر نمو الفلاحة الصينية والعوامل المفسرة له
أ- مظاهر نمو الفلاحة الصينية
تتجلى
مظاهر نمو الفلاحة الصينية في تنوع الإنتاج الفلاحي من إنتاج زراعي مثل الحبوب
وإنتاج حيواني مثل الأبقار والخنازير إنتاج ضخم وكبير مثل إنتاجها حوالي 91 مليون
طن من القمح سنة 2004 إلى حوالي 120 مليون طن سنة 2013، إضافة إلى احتلال مراتب
متقدمة على الصعيد العالمي كاحتلالها الرتبة الأولى في إنتاج القمح والأرز والقطن
والرتبة الثانية في إنتاج الذرة والشاي سنة 2013، زيادة على تنوع المجالات
الفلاحية من زراعات للحبوب في الشمال الشرقي والأرز في الجنوب الشرقي وتربية
الماشية في الوسط والغرب.
ب- العوامل المفسرة لنمو الفلاحة الصينية
يفسر
نمو الفلاحة الصينية بالعوامل الآتية:
العوامل
الطبيعية: تتجلى في وجود سهول ممتدة وشاسعة وخصبة في
الشرق مثل سهل منشوريا، ومناخ متنوع بين معتدل في الشمال الشرقي ومداري في الجنوب
الشرقي وصحراوي في الشمال وأخيرا جبلي في الوسط الجنوب الغربي، إلى جانب شبكة
مائية كثيفة ودائمة الجريان وممتدة في النصف الشرقي مثل نهر كسيانغ.
العوامل التنظيمية: تتجلى في استفادة الفلاحة
الصينية من مرحلتين تنظيميتين: مرحلة اشتراكية من 1949 إلى 1976 في عهد ماوتسي
تونغ نظمت خلالها الفلاحة في إطار تعاونيات وضيعات تابعة للدولة سميت بالكومونات
شعبية، ومرحلة الانفتاح على العالم الرأسمالي منذ 1978 بقيادة دينغ كيساوبينغ
تميزت بخلق المستغلات العائلية محل الكومونات الشعبية إقامة مقاولات فلاحية مختلطة
بين الدولة والقطاع الخاص إضافة إلى استفادتها من الابتكارات التقنية والاستعانة
بالخبرة الأجنبية.
العوامل البشرية: تتوفر الصين على أكبر تجمع
سكاني في العالم بأكثر من 1.300 مليار نسمة تهيمن عليها الفئة النشيطة وتستفيد من
تعليم متطور ومتكيف مع متطلبات العصر مما يوفر يدا عاملة رخيصة ومؤهلة ومنتجة
وسوقا استهلاكية واسعة.
2- مظاهر نمو الصناعة الصينية والعوامل المفسرة له
أ- مظاهر نمو الصناعة الصينية
تتمثل
مظاهر نمو الصناعة الصينية في تنوع إنتاجها الصناعي من صناعات استهلاكية وكيماوية
وميكانيكية... وضخامته مثل إنتاج 13 مليون سيارة سنة 2013 و 34% من الإنتاج العالمي من
الصلب واحتلال الصناعة الصينية لمراتب متقدمة على المستوى العالمي مثل الرتبة
الأولى في إنتاج الصلب والفولاذ والاسمنت والحديد سنة 2012 زيادة على إسهامها في
الناتج الداخلي الخام بنسبة 25.2% سنة 2012.
ب- العوامل المفسرة لنمو الصناعة الصينية.
يفسر
نمو الصناعة بالصين بالعوامل الآتية:
العامل الطبيعي: يتجلى في وفرة الموارد
الطاقية والمعدنية وتنوعها وباحتياطات مهمة خاصة الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
العامل التنظيمي:تمثل في استفادة الصناعة
الصينية من مراحل الإصلاح الاقتصادي في عهد ماوتسي تونغ والتي تميزت بتأميم
القطاعات الصناعية وبناء الصناعات الأساسية والتجهيزية إنشاء المؤسسات الصناعية
الكبرى؛ وفي عهد كيساوبينغ التي شهدت إصلاحات عدة منها هيمنة مؤسسات الدولة على
القطاع الصناعي وظهور مؤسسات مختلطة ذات رأسمال صيني أجنبي وتشجيع الاستثمار
الأجنبي.
العامل
البشري: تتوفر الصين على أكبر تجمع سكاني في العالم
بأكثر من 1.300 مليار نسمة تهيمن عليها الفئة النشيطة وتستفيد من تعليم متطور
ومتكيف مع متطلبات العصر مما يوفر يدا عاملة رخيصة ومؤهلة ومنتجة وسوقا استهلاكية
واسعة
3- مظاهر
تطور التجارة الصينية والعوامل المفسرة له
أ- مظاهر تطور التجارة الصينية
تتجلى مظاهر تطور ونمو التجارة الصينية في تنوع بنيتها التجارية التي تهيمن
عليها المواد الصناعية سواء على مستوى التصدير أو الاستيراد، وتعدد الشركاء
التجاريين من جميع أنحاء العالم على رأسهم الأقطاب الاقتصادية الكبرى، إضافة إلى
ارتفاع قيمة المبادلات التجارية وتحقيق فائض في الميزان التجاري نظرا لتفوق قيمة
الصادرات على قيمة الواردات.
ب- العوامل المفسرة لنمو التجارة
الصينية
يرجع تطور التجارة بالصين إلى
العوامل الآتية:
العامل الطبيعي: يتمثل
في موقع جغرافي استراتيجي بحكم توفر الصين على أهم السواحل فهي تطل على بحر الصين
الشرقي وخليج كوريا والبحر الأصفر وبحر جنوب الصين، ولها حدود مشتركة مع 14 دولة
إضافة إلى قربها من أكبر التجمعات السكانية في العالم( اليابان وكوريا الجنوبية
ودول جنوب شرق آسيا).
العامل البشري: تتوفر
الصين على أكبر تجمع سكاني في العالم بأكثر من 1.300 مليار نسمة تهيمن عليها الفئة
النشيطة وتستفيد من تعليم متطور ومتكيف مع متطلبات العصر مما يوفر يدا عاملة رخيصة
ومؤهلة ومنتجة وسوقا استهلاكية واسعة.
العامل التنظيمي: نميز
فيه بين مرحلتين الأولى امتدت من 1949 إلى 1976 على عهد ماوتسي تونغ الذي قام
بتأميم المؤسسات التجارية وشيد الطرق والسكك الحديدية، والمرحلة الثانية منذ 1978
تميزت بالانفتاح على العالم الرأسمالي من خلال تحرير المنتجات الفلاحية وتشجيع
الصناعات التصديرية ونهج سياسة الانفتاح والتعاون مع الغرب المتقدم إضافة إلى
الانضمام للمؤسسات المالية الدولية للاستفادة من القروض وكذا منظمة التجارة
العالمية لجلب الاستثمارات.
4- المشاكل
والتحديات التي تعترض نمو الاقتصاد الصيني.
يواجه الاقتصاد الصيني مشاكل
وتحديات عديدة أبرزها:
مشاكل خارجية: تتمثل
في خضوع الاقتصاد الصيني لإكراهات السوق العالمية سواء على مستوى استيراد المواد
الأولية(خاصة المعادن ومصادر الطاقة) أو على مستوى تصريف المنتجات إذ يعاني من
المنافسة الدولية إضافة إلى تأثر الاقتصاد بتقلبات سعر الدولار الأمريكي.
مشاكل داخلية: تتمثل
في التفاوت المجالي الصارخ بين الجزء الشرقي المستحوذ على أكبر التجمعات السكانية
والصناعية والتجارية واستقطاب الاستثمارات، والجزء الغربي الذي يسجل تخلفا كبيرا،
ومشاكل اجتماعية مثل ارتفاع نسبة الأمية والفقر والهجرة القروية ومشاكل بيئية
أهمها التلوث الجوي وتلوث الأراضي الزراعية والمجاري المائية وتراجع المساحة
الغابوية ومشاكل ديمغرافية أبرزها ارتفاع الشيخوخة وانخفاض نسبة الفئة النشيطة
بسبب تبني سياسة الطفل الوحيد في سبعينات القرن الماضي.
خاتمة
أصبحت الصين قوة اقتصادية
عالمية تنافس الأقطاب الاقتصادية التقليدية رغم المشاكل والتحديات التي تواجهها
سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق