الوحدة 06: المغرب تحت نظام الحماية
تقديم إشكالي
أدت الأزمة الداخلية والتنافس الامبريالي إلى سقوط المغرب تحت
نظام الحماية الفرنسية والاسبانية سنة 1912.
فما هي ظروف فرض الحماية على المغرب؟ وما هي مراحل الاحتلال
العسكري ورد فعل المغاربة تجاهه؟
1- السياق التاريخي لفرض نظام الحماية على المغرب
أ-
تعريف الحماية
الحماية: نظام استعماري يتميز بمحافظة الدولة المحمية بمؤسساتها
وحكومتها وتدير شؤونها بنفسها، لكن تحت مراقبة الدولة الحامية طبقته فرنسا في
المغرب ابتداء من 1912 إلى 1956
ب-الأزمات الداخلية التي عاشها المغرب ما بين 1900 و1912( الظروف
الداخلية أو الوطنية)
عاش المغرب في بداية القرن 20م أوضاعا داخلية متأزمة تمثلت في
أزمة سياسية تجلت في ضعف السلطة المركزية خاصة بعد وفاة الحاجب السلطاني باحماد،
وتزايد حدة التوترات والتمردات أشهرها تمرد الجيلالي الزرهوني الملقب ببوحمارة في
المغرب الشرقي وتمرد الريسوني، وأزمة اقتصادية واجتماعية تجلت في انتشار المجاعة
والجراد والفقر والأوبئة والأمراض وتزايد حجم القروض الأجنبية وكثرة الضرائب...
ج- التدخل الأجنبي في شؤون المغرب (الظروف الخارجية أو الدولية)
اتخذ التدخل الأجنبي في شؤون المغرب عدة مظاهر:
?
التدخل الدبلوماسي:حيث انعقدت ضد المغرب صفقات استعمارية سرية مثل الاتفاق
الودي الفرنسي الإنجليزي سنة 1904(المغرب لفرنسا ومصر لانجلترا) ، وأخرى علنية مثل
مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 حصلت بموجبه فرنسا واسبانيا على امتيازات عديدة
بالمغرب وكانت آخرها التسوية الألمانية الفرنسية سنة 1911 إثر أزمة أكادير( انفراد
فرنسا بالمغرب بعد منحها جزء من الكونغو
لألمانيا مقابل تخلي هذه الأخيرة عن مصالحها بالمغرب)
?
التدخل الاقتصادي تمثل في إغراق المغرب في المديونية.
?
التدخل العسكري: تجلى في احتلال فرنسا عدة مناطق بالمغرب مثل وجدة والدار
البيضاء سنة 1907.
2- بعض بنود معاهدة الحماية وأجهزتها.
أ-
بعض بنود معاهدة الحماية
ساهمت الظروف المتأزمة التي كان يعيشها المغرب مع بداية القرن
العشرين وتزايد التنافس الامبريالي بين الدول الأوربية في فرض نظام الحماية على
المغرب في 30 مارس 1912 والتي نصت على مجموعة من البنود أهمها:
القيام بمجموعة من الإصلاحات على المستوى الإداري والتعليمي
والاقتصادي والمالي والعسكري؛ والاحترام التام للسلطان وأسرته وممتلكاته وللشعائر
الدينية؛ وإلزام السلطان المغربي بمساعدة سلطات الحماية على الاحتلال العسكري
لاستتباب الأمن؛ ومنع السلطان المغربي من عقد أي معاهدة أو اتفاقية دولية دون
موافقة سلطات الحماية، إضافة إلى تعيين مقيم عام يمثل الحكومة الفرنسية بالمغرب
ويمثل هذا الأخير في كل القضايا المرتبطة بعلاقاته مع الخارج.
ب-أجهزة ومؤسسات نظام الحماية بالمغرب
بعد توقيع معاهدة الحماية قسم المغرب إلى ثلاثة مناطق وهي منطقة
طنجة الدولية، والمنطقة الخليفية (مناطق الاحتلال الاسباني في الشمال والجنوب)
والمنطقة السلطانية (مناطق الاحتلال الفرنسي).
وتميز التنظيم الإداري بالمغرب في ظل الحماية بوجود إدارتين:
?
إدارة مغربية: يرأسها السلطان بالرباط ونائبة في طنجة وخليفته في تطوان،
ولقد انحصر دوره في التوقيع على الظهائر وتعيين موظفي المخزن باقتراح من الإقامة
العامة؛ ثم الصدر الأعظم وكان يشرف على وزارتي العدل والأوقاف.
?
إدارة استعمارية: تولت دور المراقبة يرأسها بالمنطقة الخليفية مندوب سامي
يشرف على خمس نيابات، أما في المنطقة السلطانية فكانت للإقامة العامة سلطات واسعة
إذ تحكمت في السياسة الخارجية وفي المصالح الإدارية والعسكرية وتشريع القوانين...
مراحل الاحتلال العسكري للمغرب والمقاومة التي واجهته
أ-
مراحل الاحتلال العسكري للمغرب
تطلب احتلال فرنسا واسبانيا للمغرب 27 سنة وذلك ما بين 1907 و
1934، وقد تمكنت سلطات الاحتلال من بسط نفوذها على كامل التراب الوطني عبر مراحل:
?
المرحلة الأولى ما قبل 1912: ثم احتلال الدار البيضاء ووجدة والرباط وفاس.
?
المرحلة الثانية ما بين 1912
و1914: احتلت القوات الفرنسية وسط البلاد تازة ومراكش ودكالة وسوس.
?
المرحلة الثالثة ما بين 1914 و1921: احتلت خلالها فرنسا أجزاء من الأطلس
المتوسط والكبير.
?
المرحلة الرابعة ما بين 1921 و1926: الاحتلال الاسباني لشمال المغرب.
?
المرحلة الخامسة ما بين 1931 و1934: احتلال اسبانيا للمناطق الجنوبية.
ب-المقاومة المسلحة المغربية ما بين 1912 و 1934.
واجه المستعمر الفرنسي والاسباني مقاومة مسلحة شديدة في مختلف
مناطق المغرب، والتي أخرت السيطرة الاستعمارية على البلاد إلى غاية 1934م، ومن بين
المناطق التي شهدت مقاومة مسلحة ضد المحتل الفرنسي والإسباني:
?
قبائل الجنوب والصحراء التي التفت حول احمد الهيبة ومربيه ربه إلا أنها
انهزمت في معركة سيدي بوعثمان في 1912م بسب تخاذل القواد الكبار وتفوق المستعمر
واستمرت المقاومة بالجنوب المغربي إلى غاية 1934م بزعامة مربيه ربه.
?
قبائل الأطلس المتوسط: قاد هذه المقاومة موحا احمو الزياني الذي انتصر في
معركة الهري سنة 1914م على الجيش الفرنسي واستمرت هذه المقاومة إلى غاية 1921.
تحميل تتمة الدرس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق