الوحدة 03: المجال العالمي والتحديات الكبرى: التحدي السكاني والبيئي
تقديم إشكالي
يواجه المجال العالمي تحديات كبرى
تهدد استقراره وتوازنه في مقدمتها التحديات السكانية والبيئية.
فما هي خصائص الوضع السكاني في المجال العالمي؟
وما جوانب التحدي الذي يمثله؟ وما هي مميزات حالة البيئة العالمي والتحديات التي
تطرحها بالنسبة للبشرية؟ وما هي المجهودات المبذولة لتجاوز هذه التحديات؟ وما هي
العلاقة الموجودة بين التحديين السكاني والبيئي؟
1- خصائص الوضع السكاني في المجال العالمي
ومظاهر التحدي الذي يمثله
أ- خصائص الوضع السكاني في العالم
والعوامل المفسرة له.
شهد عدد سكان العالم ارتفاعا من أواسط القرن 18م؛
إذ بلغ عدد السكان 6.1 مليار نسمة سنة
2000 ومن المتوقع أن يصل إلى 8.2 مليار
نسمة في أفق 2025.
ويتميز التوزيع المجالي لساكنة
العالم بالتفاوت حيث يتركز معظمها بالقارة الآسيوية ( الصين والهند) بينما يتوزع
الباقي بنسب متفاوتة في باقي مناطق العالم. وحسب إسقاطات 2025 ستستمر القارة
الأسيوية في احتلال الصدارة من حيث عدد السكان وتليها القارة الإفريقية والأمريكية
وبذلك سيواجه العالم تحديا سكانيا خطيرا خاصة
بدول الجنوب التي تعرف نموا ديمغرافيا هائلا.
ويفسر ارتفاع عدد سكان العالم بتقدم
الطب وأساليب الوقاية الصحية وتحسن مستوى التغذية وتراجع الوفيات وارتفاع
الولادات.
ب- بعض التحديات التي يطرحها الوضع
السكاني
يطرح التزايد السكاني مجموعة من
التحديات يمكن إجمالها فيما يلي:
على المستوى الاقتصادي: تتجلى مظاهر
التحديات التي يطرحها التزايد السكاني على المستوى الاقتصادي في اختلال التوازن
بين وتيرة التزايد السكاني السريع من جهة ووتيرة نمو الإنتاج الاقتصادي البطيء من
جهة أخرى، ومشكل الخصاص الغذائي خصوصا في
بلدان العالم النامي التي تتميز بوتيرة سكانية جد مرتفعة.
على المستوى الاجتماعي : من مظاهر
التحديات السكانية على المستوى الاجتماعي نذكر اختلال الأوضاع الاجتماعية لساكنه
العالم وانتشار المجاعة حيث مست 854 مليون نسمة وتزايد الفقر والأمية وارتفاع
البطالة خاصة في بلدان الجنوب.
2- وضع البيئة العالمية ومظاهر
التحديات التي يطرحها
أ-
الوضع البيئي العالمي وأوجه التحدي
التي يطرحها.
شهدت البيئة العالمية مع مستهل
القرن 21م تدهورا خطيرا بسبب أنشطة الإنسان ويطرح هذا التدهور العديد من التحديات
أبرزها:
تدهور الغطاء الغابوي حيت تتراجع
مساحات الغابات بمعدلات كبيرة ومشكل الماء الذي يتناقص يوما بعد يوم حيث أصبح غير
كاف لتلبية حاجيات القطاعات الاقتصادية والسكان في كثير من دول العلماء، إضافة إلى
تلوث الهواء والماء التربة وتدهورها واستنزافها مما يؤدي إلى التصحر.
ب- الاحتباس
الحراري كتحد بيئي كبير يواجهه العالم حاضرا
يعتبر الاحتباس الحراري أكبر و أخطر
تحدي بيئي يواجهه العالم في الحاضر والمستقبل وينتج عن امتصاص الإشعاع الأرضي من
طرف غازات الجو(الغازات الدفيئة) خصوصا ثاني أكسيد الكربون وبفعل تزايد تراكم هذه
الغازات في الجو بسبب التلوث فإنها تمنع تسرب جزء من الإشعاع الأرضي نحو الفضاء
الخارجي حيث يبقى منحبسا في الغلاف الجوي مما يتسبب مع مرور الوقت في ارتفاع حرارة
الأرض، والذي من المنتظر أن ترتفع ببعض المناطق ب 5 درجات وما يرتبط بها من جفاف وفيضانات
وتدهور التربة.
3- المجهودات المبذولة لمواجهة
التحديات السكانية والبيئية.
أ-
المجهودات المبذولة لمواجهة
التحديات السكانية
تعمل
المنظمات الحكومية وغير الحكومية على تشجيع عمليتي التخطيط العائلي وتنظيم الأسرة
وتحسين أساليب الوقاية والعلاج لكل من الأم والطفل من أجل تقليص معدل وفيات
الأطفال والعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال التربية.
ب- المجهودات
المبذولة المتخذة لمواجهة التحديات البيئية
تعددت الجهود الرامية إلى الحد من
المخاطر البيئية وتحقيق التنمية المستدامة وتمثلت هذه الجهود في:
جهود دولية: من خلال عقد المؤتمرات
كمؤتمر ستوكهولم 1972 ومؤتمر ري ودي جاني رو 1992 ومؤتمر كيوطو 1997 ومؤتمر
جوهانسبورغ 2002 وقمة مراكش حول المناخ في 2016.
جهود المجتمع المدني والمنظمات غير
الحكومية: كمنظمة السلام الأخضر التي تنظم حملات توعية وتظاهرات تحسيسية للتعريف
بأخطار البيئة وتبعات العولمة.
غير أن هذه الجهود تواجه العديد من
التعثرات على رأسها عدم توقيع البلدان الأكثر تلويثا في العالم (الولايات المتحدة
الأمريكية وأستراليا) ورفضها الانضمام إلى معاهدة كيوطو التي تهدف إلى تقليص
الملوثات الجوية خاصة ثاني أكسيد الكربون خوفا على مصالحها الاقتصادية.
4- العلاقة بين الوضعية السكانية
والبيئية في العالم ودور التنمية المستدامة في إعادة التوازن بينهما.
أ-
العلاقة بين الوضعية السكانية
والبيئية
رغم الاختلاف في وتيرة النمو
السكاني بين الدول المتقدمة والدول النامية، فإن ارتفاع مستويات الاستهلاك في
الدول المتقدمة وتحسن مستوى العيش في الدول النامية أدى إلى ارتفاع الضغط على
الموارد الطبيعية؛ حيث يفوق الطلب على هذه الموارد( الماء ومصادر الطاقة والخشب)
قدرتها على التجدد مما يجعل من ممارسة التنمية المستدامة أكبر تحدي يواجه العالم.
ب- دور
التنمية المستدامة في إعادة التوازن بين الوضع السكاني والبيئي
التنمية المستدامة: هي تنمية تقوم
على تلبية حاجيات الأجيال الحاضرة دون إلحاق الضرر بحق الأجيال المقبلة في الموارد
الطبيعية.
وتهدف إلى تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية مثل
زيادة الفعالية الاقتصادية وتحقيق الاستقلال الاقتصادي وأهداف اجتماعية كتحقيق
العدالة الاجتماعية والتماسك الاجتماعي، وأهداف بيئية مثل حماية البيئة وتدبير
الموارد الطبيعية المتجددة والحفاظ على غير المتجددة.
وتتعدد الوسائل الكفيلة بتحقيق
أهداف التنمية المستدامة من أهمها:
·
تحسين الفعالية الاقتصادية بتطوير
المصادر المتجددة غير الملوثة.
·
وضع حد للأنشطة البشرية المدمرة
للبيئة: التدبير الجيد للموارد المائية.
·
التحكم في نمو سكان العالم بتخفيض
وتيرته وتحسين مستوى عيش السكان.
خاتمة
إن التوفيق بين وتيرة النمو السكاني وتدهور البيئة العالمية يتم من خلال تبني التنمية المستدامة وتكاثف الجهود بين الحكومات والمنظمات العالمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق