تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث
تقديم إشكالي
ساهمت التطورات التي عرفها القرن 20م ( الحرب العالمية الأولى
والثانية والأزمة الاقتصادية وظهور أنظمة اشتراكية والحرب الباردة) في تزايد الوعي
السياسي لدى شعوب المستعمرات الذي ترجم في شكل حركات وطنية ومقاومات عسكرية قادتها
بلدان نحو الاستقلال فظهر ما يسمى بالعالم الثالث الذي دخلت بلدانه في مشاكل لا
حصر لها
فما المقصود بتصفية الاستعمار؟ وما أسبابه ومراحله ونتائجه؟ وما
مفهوم العالم الثالث وحركة عدم الانحياز؟ وما المجهودات المبذولة للحد من مشاكل
العالم الثالث؟
1-
تصفية الاستعمار: تعريفه، وأسبابه، ومراحله ونتائجه.
أ-
تعريف تصفية الاستعمار
تصفية الاستعمار: اصطلاح دولي
استخدم منذ عام 1960، ويقصد به وضع نهاية للاستعمار والاحتلال الأوربي في العالم
بجميع صوره ومظاهره بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 14
دجنبر 1960.
ب-
أسباب تصفية الاستعمار (أو الظروف العامة لتصفية الاستعمار أو السياق
التاريخي لتصفية الاستعمار)
ساعدت العديد من العوامل غداة الحرب العالمية الثانية على تصفية
الاستعمار وتحقيق الاستقلال والتي تمثلت في:
¯
عوامل سياسية: تجلت هته الأخيرة في
تصريح الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا في الميثاق الأطلسي سنة 1941 على حق
الشعوب في تقرير مصيرها؛ وتأسيس هيئة الأمم المتحدة وإصدارها للقرار رقم 151 سنة
1960 الذي نص على ضرورة تصفية جميع أشكال الاستعمار ومظاهره.
¯
عوامل اقتصادية واجتماعية: تمثلت في
تزايد استغلال المستعمرات خاصة بعد الحرب العالمية الأولى وانتشار مظاهر الفقر
والبؤس والاضطهاد في المستعمرات مما أدى إلى وعي وطني معادي للاحتلال.
¯
عوامل إيديولوجية:تجلت في استفادة
الحركات التحريرية من الصراع الرأسمالي الاشتراكي ورغبة كل طرف في اكتساب أنصار
جدد حيث عمل الاتحاد السوفياتي على دعم الحركات التحررية خاصة في كوريا والفيتنام
وتخوف الولايات المتحدة الأمريكية من انتشار المد الشيوعي في الدول الآسيوية
والإفريقية.
ج- نماذج لتصفية الاستعمار.
اعتمدت المستعمرات في تصفيتها للاستعمار على وسائل مختلفة منها
ما هو سلمي وما هو مسلح:
فالأسلوب السياسي السلمي اعتمدته الهند حيث اتخذت عدة خطوات لمواجهة المحتل البريطاني بزعامة غاندي
والذي دعا إلى خروج المرأة للمقاومة بدل الرجال وإحراق ومقاطعة المنتجات
البريطانية والاعتماد على المنتجات المحلية ونشر قيم التسامح بين مختلف أطياف
المجتمع الهندي وتوحيد جهودهم ضد الاحتلال الشيء الذي مكن الهند من تحقيق
استقلالها سنة 1947.
أما الأسلوب المسلح فقد اعتمدت عليه الكثير من الحركات
التحررية مثل الحركة الفيتنامية التي خاضت حربا ضد فرنسا بزعامة هوشي منه وانتهت
بتوحيد الفيتنام سنة 1975م. وفي إفريقيا قامت حركات وطنية مناهضة للاستغلال
الاستعماري ومطالبة باحترام المواثيق الدولية واعتماد الكفاح المسلح كالثورة
الكونغولية وحركة التحرر الجزائرية التي نفذت عمليات مسلحة بالقنابل وخربت خطوط المواصلات...
د- نتائج تصفية الاستعمار.
نتج عن تصفية الاستعمار تحقيق الاستقلال بمجموعة من الدول خاصة
بعد الحرب العالمية الثانية مثل استقلال سوريا والأردن والمغرب وتونس والهند ما
بين 1944 و1957 والجزائر والكامرون والكويت ما بين 1958 و 1969 وأنغولا والبحرين
وعمان والإمارات منذ 1970.
2-
العالم الثالث: مفهومه ومشكلاته وتكتلاته
أ-
تعريف العالم الثالث ومشكلاته.
العالم الثالث: هو البلدان
المتخلفة بكل من آسيا وإفريقيا وأمريكيا اللاتينية والتي عايشت بعد حصولها على
الاستقلال صعوبات كثيرة كرستها سنوات الاحتلال.
ومن أهم المشاكل التي واجهت العالم الثالث ضعف التصنيع وانتشار
مشاكل التغذية والبؤس الاجتماعي والأمية وسوء توزيع الثروات واستفحال المديونية
والحروب الأهلية وعدم الاستقرار السياسي.
ب-
المجهودات المبذولة لمواجهة مشاكل العالم الثالث.
تبنت دول العالم الثالث سياسات تنموية متعددة لمواجهة المشاكل
الاقتصادية التي واجهتها، وأبرز هذه السياسات تنفيذ برامج البحوث الزراعية في
المكسيك والثورة الخضراء في الهند مما سهم في الرفع من مردودية القطاع الزراعي،
أما سنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان فقد تبنت سياسة التصنيع وعصرنة القطاع
الزراعي، في انتهجت البلدان الإفريقية سياسة تضامنية من خلال مؤتمر القمة العربي
سنة 1973 في الجزائر الذي قرر تقديم الدعم للدول الإفريقية لمواجهة أسعار النفط
وفرض حظر بترولي على الدول المعادية للتحرر الإفريقي مثل البرتغال وجنوب إفريقيا.
ج- بعض التكتلات الإقليمية لدول العالم الثالث.
حاولت دول العالم الثالث خلق تكتلات إقليمية للدفاع عن مصالحها
السياسية والاقتصادية، وأبرز هذه التكتلات منظمة الوحدة الإفريقية التي تأسست في
مايو 1963في أديس أبابا ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي تأسست في مارس 1972 بجدة.
وقد ركزت المنظمتان في قراراتهما على مبادئ مشتركة كالمساواة بين الدول الأعضاء
واحترام سيادة واستقلال كل بلد عضو...وتقوم على أهداف مشتركة مثل التنسيق بين الدول
الأعضاء في الميادين الاقتصادية والاجتماعية.
3-
حركة عدم الانحياز.
أ-
تعريف حركة عدم الانحياز:
حركة عدم الانحياز: حركة تأسست بموجب مؤتمر بلغراد سنة 1961 ضمت الدول التي تبنت الحياد وعدم
الانحياز لأي طرف من أطراف الصراع الدائر بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الغربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق