التطورات الاقتصادية في العالم الإسلامي
(تحول الطرق التجارية وتقلص موارد الدولة وركود الإنتاج)
تقديم إشكالي
شهد اقتصاد العالم الإسلامي خلال القرنين 15
و16م تطورات كبيرة بفعل تحول الطرق التجارية إلى المحيطين الأطلسي والهندي وهو ما
أثر على موارد الدولة ومظاهر إنتاجها الاقتصادي.
فما مظاهر تحول الطرق التجارية نتيجة
الاكتشافات الجغرافية؟ ما انعكاساتها على شريان التجارة القديمة؟ ما أثر تحول
الطرق التجارية على موارد الدولة في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م؟ ما
سمات الإنتاج الاقتصادي في دول العالم الإسلامي خلال القرنين 15م و16م؟
1- تحول الطرق التجارية البحرية وأثرها على نشاط شريان التجارة القديمة وعلى
اقتصاد العثمانيين خلال القرنين 15 و16م.
أ- تحول طرق التجارة البحرية وأثرها على مصدر الوساطة التجارية الإسلامية خلال القرنين 15م و16م
تركزت مسالك التجارة البحرية خلال القرنين
15م 16م على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي مما مكن العالم
الإسلامي من لعب دور الوسيط التجاري بين آسيا وأوربا وافريقيا. غير أن هذا الدور
بدأ في الاختفاء مع الاكتشافات الجغرافية والتي ساهمت في تحويل الطرق التجارية نحو
المحيطات الواسعة (المحيط الهندي والاطلسي والهادي) والوصول مباشرة إلى مناطق
الإنتاج دون المرور بالوساطة الإسلامية.
ب- انعكاسات تحول الطرق التجارية على بنية الاقتصاد العثماني خلال القرنين 15م
و16م
أثر تحول الطرق التجارية البحرية خلال
القرنين 15م و16م على بنية الاقتصاد العثماني حيث عرف ركودا خاصة في المناطق
المتوسطية.
2- انعكاس تحول طرق التجارة البحرية على موارد الدولة المغربية وإنتاجها الاقتصادي
وأثر ذلك على المجتمع خلال القرن 15م والنصف الأول من القرن 16م.
أ- انعكاسات تزايد الضغط الأجنبي على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب.
تعرض المغرب منذ القرن 15م لهجمة استعمارية
من طرف اسبانيا والبرتغال، ساهمت إلى جانب الاكتشافات الجغرافية في تحول الطرق
التجارية نحو الموانئ الأطلسية الخاضعة للبرتغاليين، فأدى ذلك إلى ازدياد الرواج
التجاري بهذه الموانئ على حساب المناطق الداخلية التي تراجع نفوذها.
في ظل تحول الطرق التجارية كان المغرب يعيش
أزمة خانقة على كافة المستويات: سياسيا تراجعت سلطة الوطاسيين وعجزوا عن
صيانة وحدة البلاد ... اقتصاديا تقلص المساحات المزروعة وقل الإنتاج وغلت
الأسعار... اجتماعيا انتشرت المجاعة والأوبئة والجفاف وانعدم الأمن..
ب- تطور الاقتصاد المغربي في ظل التحول التجاري إلى المحيط الأطلسي وخصائص
السياسة الاقتصادية لأحمد المنصور الذهبي
تميز الاقتصاد المغربي خلال عهد أحمد المنصور
الذهبي بما يلي:
-
تطور المبادلات الخارجية بفضل توفر وتنوع
الموارد والمنتجات.
-
ازدهار الفلاحة بالبوادي والصناعة بالمدن.
وتشكلت موارد خزينة الدولة السعدية من غنائم
معركة وادي المخازن وعائدات البلاد المفتوحة (بلاد السودان) وكذا عائدات المناجم
المختلفة ومصانع السكر إضافة إلى مداخيل المكوس (الضرائب) والخراج وأعشار
المنتوجات الفلاحية.
هذا التطور الاقتصادي كان بفضل السياسة
الاقتصادية التي اتبعها أحمد المنصور الذهبي والتي تميزت بعدة خصائص منها:
-
إعطاء امتيازات للتجار الأجانب خاصة الانجليز
-
منافسة المغرب وتسابقه مع اسبانبا حول
التجارة الصحراوية ببلاد السودان وأواسط افريفيا.
-
تدخل الدولة في القطاعات الاقتصادية الحيوية
باعتماد أسلوب الاحتكار في المتاجرة في بعض المنتجات مثل السكر.
-
تخزين المعادن النفيسة.
خاتمة
شكل تحول الطرق التجارية من البحار إلى المحيطات خلال القرنين 15م و16م بداية تراجع نفوذ العالم الإسلامي وتصاعد نفوذ العالم المسيحي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق