الدرس 08: الضغوط الاستعمارية على الإمبراطورية العثمانية وحاولات الإصلاح
تقديم اشكالي
تعرضت الإمبراطورية العثمانية خلال القرن 19م وبداية القرن 20م لضغوط
استعمارية متعددة المظاهر، واجهتها عبر القيام بالعديد من الإصلاحات في مختلف
المجالات. فما هي أشكال الضغوط الأوربية على الإمبراطورية العثمانية خلال القرن
19م؟ وما هي العوامل المفسرة لهذه الضغوط؟ وما هي الإجراءات والتدابير التي اتخذها
السلاطين العثمانيين لمواجهة هذه الضغوط؟ وما هي انعكاسات ذلك على وضعية
الإمبراطورية العثمانية؟
1-
أشكال
الضغوط الأوربية على الإمبراطورية العثمانية خلال القرن 19م والعوامل المفسرة لها.
أ- أشكال الضغوط الأوربية على الإمبراطورية العثمانية.
·
الضغط العسكري: تمثل في دعم الدول
الأوربية خاصة فرنسا وانجلترا لمحاولات الاستقلال في البلقان، وشن روسيا عدة حروب
على الإمبراطورية العثمانية مثل حرب القرم سنة 1854م، إضافة إلى احتلال مناطق
تابعة للإمبراطورية بالقوة كالاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830م.
·
الضغط الاقتصادي: تجلى في الاعتراف
بحق روسيا في استعمال مضيقي البوسفور والدردنيل، وفتح الموانئ العثمانية أمام
التجارة الأوربية ثم منح القناصل الأوربيين الحق في حماية رعاياهم والحصول على
قروض متعددة من الدول الأوربية في القرن 19م، علاوة على منح الأوربيين امتيازات
عدة كالبنوك..
·
الضغط السياسي: التوقيع على عدة
معاهدات قلصت من رقعة الإمبراطورية العثمانية مثل معاهدة لندن الخاصة باستقلال
اليونان ومعاهدة 1840م التي سمحت لمحمد علي بحكم مصر.
ب- العوامل المفسرة للضغوط الأوربية على الغمبراطورية العثمانية خلال القرن
19م
ترجع الضغوط الاستعمارية الأوربية على الإمبراطورية العثمانية خلال القرن
19م ‘لى عوامل:
-
داخلية: انتشار الفساد
الإداري (بيع المناصب الإدارية)، وتولي سلاطين ضعاف الحكم مع كثرة أخطائهم ثم
انتشار التمردات (الثورات) في مختلق أرجاء الإمبراطورية.
-
خارجية تجلت في الصراع بين
الدول الأوربية (فرنسا – بريطانيا وروسيا) حول ممتلكات الإمبراطورية العثمانية
2-
أهم مراحل
التنظيمات العثمانية خلال القرن 19م وخصائص كل مرحلة.
أ- مميزات الإصلاحات العثمانية خلال المرحلة الأولى الممتدة من ينة 1808م إلى
سنة 1861م
|
|
الميدان العسكري |
الميدان الإداري |
الميدان الاقتصادي |
|
السلطان محمود
الثاني من 1808-1939 |
إلغاء نظام
الاقطاعيات سنة 1826م. الغاء جيش
الإنكشارية وتكوين جيش نظامي مما أدى إلى تمرد جيش الإنكشارية |
تنظيم الإدارة
المدنية، ثم إلغاء الاحتكارات الحكومية وفرض ضرائب ورواتب للموظفين |
زيادة قيمة
الضرائب وتخفيض الأجور مما نتج عنه تدمر الحرفيين وصغار التجار |
|
السلطان عبد
المجيد 1839-1861 (خط همايون) |
فرض التجنيد
العسكري وفصل السلطة العسكرية عن المدنية ، ثم تحديد مدة الخدمة العسكرية في 5
سنوات. |
المساواة بين جميع
رعايا الإمبراطورية العثمانية، وكذا إصلاح التعليم وجعله إجباريا وإصلاح القضاء
ثم إنشاء وزارات مشابهة للوزارات الأوربية. |
محاربة الرشوة
وإلغاء نظام الالتزام ثم أداء الضرائب مباشرة للدولة زيادة على احتكار الدولة
المتاجرة في بعض المواد كالملح والتبغ... |
ب- خصائص اللإصلاحات العثمانية خلال المرحلة الثانية من 1861 إلى 1909م
عرفت الإمبراطورية العثمانية إصلاحات شملت ميادين متعددة في المرحلة
الثانية الممتدة من سنة 1861م إلى سنة 1909م في عهد السلطانين:
·
السلطان عبد العزيز
(1861م -1876م): تمثلت اللإصلاحات التي قام بها السلطان عبد
العزيز على المستوى السياسي والإداري في إصدار قانون الجنسية العثمانية وإعداد
القوانين الجنائية والمدنية بالإضافة إلى إحداث تقسيم إداري جديد للإمبراطورية،
وعلى المستوى الاقتصادي قام بمنح الأجانب حق ملكية الأراضي في الإمبراطورية.
·
السلطان عبد الحميد
الثاني: (1876م – 1909م): قام بإصلاحات عسكرية تمثلت في
تحديث الجيش ومده بأسلحة متطورة ومستوردة من الخارج، كما قام بإصلاحات سياسية
وإدارية مثل إصدار أول دستور في تاريخ الإمبراطورية سنة 1876م وتكوين برلمان من
غرفتين مجلس لبشيوخ ومجلس النواب. أما الإصلاحات الاقتصادية فتجلت في إعطاء المزيد
من الامتيازات للأجانب وإصلاح نظام الضرائب لمواجهة نفقات الإصلاح الأمر الذي أدى
إلى معارضة كبيرة خاصة مع بداية القرن 20م
3-
انعكاسات
إصلاحات القرن 19م على أوضاع الإمبراطورية العثمانية
كان للإصلاحات التي شهدتها الإمبراطورية العثمانية خلال القرن 19م تأثير
سلبي على أوضاع الإمبراطورية العثمانية، ومن أبرز مظاهر هذا التأثير نذكر تمرد
الإنكشارية وانخفاض الأجور وارتفاع الضرائب ثم تدهور الحالة الاقتصادية، زيادة على
استعباد الدولة العثمانية ماليا من طرف الدول الأوربية ويبقى أبرز تأثير هو تفكك
الإمبراطورية العثمانية إذ استقلت مناطق عن السلطة العثمانية مثل استقلال اليونان
واحتلال مناطق أخرى مثل الجزائر وتونس وليبيا.
خاتمة
نتج عن الضغوط الاوربية على الإمبراطورية العثمانية خلال القرن 19م تفككها
رغم المحاولات الإصلاحية التي قام بها السلاطين العثمانيين، إذ تم احتلال أجزاء منها مثل الجزائر وتونس واستقلال
مناطق أخرى عن السلطة المركزية مثل استقلال محمد علي بحكم مصر ومحاولته إقامة دولة
حديثة ومستقرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق